شهادة حقيقة للرفيقتين لبنى أفرياط و فاطمة الزهراء فايز من داخل سجن بولمهارز السيئ الذكر

شهادة حقيقة

كباقي مناضلات و مناضلي هذا الشعب البطل ساهمنا في بلورة و تطوير حركة 20 فبراير من أجل التغيير و سخرنا كل طاقتنا النضالية من لأجل استنهاض همم نساء و رجال هذا الوطن من أجل الحرية و الكرامة و القضاء على الإستغلال. و انخرطنا ميدانيا كمناضلات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و كمناضلات حركة 20 فبراير في التعبئة لإنجاح كل الوقفات التي قررت داخل حركة 20 فبراير بمراكش، فجاء اعتقالنا نحن المناضلتين فاطمة الزهراء فايز و لبنى أفرياط في هذا السياق و هذه شهادتنا التي نكتبها في غفلة عن الحارسات لأن الحراسة مشددة و نحن معزولات عن بعضنا البعض، هذه الشهادة التي لن نسميها شهادة تعذيب احتراما لروح سعيدة و لآلام كل الرفيقات و الرفاق و بالخصوص رفيقتنا زهرة، و استهزاء بكل ما عانيناه من قسوة و ضرب و رفس ” سموه أنتم تعذيبا”، و نحن سنسميه ضريبتنا على طريق سعيدة.
لقد اختطفنا نحن المناضلتين فاطمة الزهراء و لبنى يوم الأربعاء 24 فبراير 2011 على الساعة الخامسة مساء قرب باني بديور المساكين بمراكش و إلى جانبنا ثلاث رفاق: الطلحاوي ع. الحق، عبد الكريم الفيلالي و جلال القطبي، و نحن نوزع نداء حركة 20 فبراير من أجل الوقفة الإحتجاجية المزمع تنظيمها يوم الخميس 25 فبراير، تم نقلنا في سيارة من نوعTOYOTA 4X4 رمادية اللون، اتجهوا بنا نحو ولاية الأمن تحت وابل من الصفع و الرفس و كل الكلمات الساقطة، أدخلونا مكاتب ضيقة و تناوبوا على التحقيق معنا طيلة خمسة أيام، ذقنا خلالها أنواعا شتى من الضربات و الإهانات لكنها كلها كانت تتبدد و نحن نتذكر “سعيدة المنبهي”، أغلب الأسئلة كانت تحوم حول حركة 20 فبراير: الإجتماعات، الأعضاء، المطالب، الخطط النضالية… أرونا العديد من صور المناضلين ثم طلبوا منا التعرف عليهم، و حاولوا إجبارنا على الإفصاح عن مساكنهم، لكننا رفضنا كل ذلك و استهزاءنا منهم بالصمت و في لحظات بالصرخات التي كانت رتابة التحقيق، قضينا خمسة أيام كاملة ننام في المكاتب على الكراسي أو الإسفلت، كدنا نتجمد لكن حرارة الكاديري أيقظت فينا جذوة النضال، و وهبتنا صمودا قلما أحسسنا به في أيام النضال العادية، و برغم كل محاولاتهم لتكسير معنوياتنا إلا أننا آمنا أن المرأة المغربية طاقة خلاقة لمقاومة الجلاد، لقد كانوا يعمدون إلى التحقيق معنا ابتداء من منتصف الليل حيث العياء يسيطر علينا، لكن رغم ذلك قاومنا إلى أن مضت تلك الأيام القاسية مع أنني أنا “لبنى أفرياط” حملت معي ضربة لازالت تؤلمني بشدة على مستوى الرحم و قد رفضت إدارة السجن عرضي على طبيب.
إننا نستعرض كل هذا ليس من أجل استدرار شفقة أي كان بل لنقول لكل الرجعيين و لكل الجلادين أن المرأة المغربية ستجدونها في المعامل، في الضيعات، كما في ساحات النضال و المعتقلات و دهاليز المخابرات، و أن دماء سعيدة و كل الشهداء لن تذهب سدى. و برغم كل المجالس و الهيئات الديماغوجية التي تحاولون بها أن تقولوا أن المغرب حالة استثناء فإن دماء شهداء 20 فبراير و مئات المعتقلين و آلاف الجرحى و تضحيات الشرفاء على طول ربوع هذا الوطن تقول لكم على أن المغرب بلد الديكتاتورية و يجب أن نكنسها. فإلى الأمام يا شباب الوطن و يسقط الإستبداد.
16.03.2011
السجن المدني بولمهارز مراكش
لبنى أفرياط: 10246
فاطمة الزهراء فايز: 10247

About voieliberte

مدونة طريقة الثورة مؤقتا في انتظار عودة الموقع
هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق